كيفية قضاء الصلوات الفائتة
من المعلوم أنَّه ينبغي لمن فاتته صلاة أن يقضيها فور تذكره لها، حتى وإن كانت فاتته بتقصير وتسويف منه، أو كان مكرهًا، أو حتى غير قاصد لهذا التفويت، وكيفية قضاء الصلوات الفائتة ليس بالأمر الصعب ولا يحتاج إلى صبر وجهد، فإن كان عدد الصلوات الفائتة قليلٌ نادر فإنَّه بعد توبته لله -عز وجل- يجب عليه أن يقضيها، ويمكنه قضاء الصلاة التي فاتته في أي وقت شاء، وعلى هيأتها المعروفة، فمن فاتته صلاة العصر لأي سبب كان؛ وتذكرها بعد الغروب فإنَّه يصلي العصر أربع ركعات قضاءً، ومن ثم يصلي المغرب أداءً، إذ لا بُدَّ من مراعاة الترتيب في قضاء الصلوات، وهكذا يقضي المصلي ما فاته من صلوات طالما هو متذكرًا لها. [1]
أمَّا إذا كان عدد الصلوات الفائتة كثيرٌ غير معدود؛ مثل المسلم الذي لم يصلي في حياته مطلقًا، فإنَّه إن كان تائبًا نادمًا، فعليه الإكثار من الاستغفار، ثم البدء بقضاء هذه الصلوات التي فاتته، وحتى يستطيع معرفة عدد الصلوات؛ يمكنه حساب السنوات
أو الأشهر التي لم يكن يصلي فيها، فيضرب كل يوم لم يصلي فيه بالعدد خمسة؛ وهو عدد الصلوات المفروضة في اليوم الواحد، وهذا العدد هو مجموع الصلوات التي فاتته فيُقسِّمُه على أيامه، فمثلًا إذا كان عليه قضاء 100 صلاة؛ فهو لا شك أنَّه قد بدأ بالحفاظ على أداء الصلوات في وقتها، فمع كل صلاة يصليها في يومه يصلي الفرض الذي فاته، أي أنَّه يصلي في اليوم الواحد عشر صلوات خمسة منهنَّ قضاء، وبعد مرور 20 يوم سيجد أنَّه قضى 100 صلاة فائتة. وإذا لم يستطع أن يحدد عدد الأيام التي لم يصلي فيها فإنَّه يقضي حتى يشعر أنَّ ذمته قد برئت، والله أعلم.
ما حكم من ترك الصلاة جاحدًا أو تكاسلًا
يفصَّل في هذه المسألة إذا كان تاركها كافرًا بها، أو تاركها تكاسًلا، فلكل منهم حكم شرعي، فمن ترك الصلاة غير مؤمن بها أي كافرا بوجوبها؛ فإنَّه كافر، حتى لو كان مسلمًا ويشهد لله بالوحدانيَّة، فإنَّ من أنكر أمرًا معلوم من الدين بالضرورة فإنَّه كافر، وأمَّا من ترك الصلاة تكاسًلا وهو مؤمن بوجوبها؛ فهذا يُمهل حتى يتوب، وإن لم يتُب فإن العلماء اختلفوا في حكمه فمنهم من قال أنَّه كافر، ومنهم من قال أنَّه ليس بكافر، إنَّما يكون فاسقًا، والراجح عند الإمام ابن باز رحمه الله هو الأول، والله أعلم.[2]
كيف ننصح المقصرين في الصلاة بالالتزام في الصلاة؟
لا بُدَّ أن نُوصي من ترك الصلاة تقصيرًا وكسًلا أن يتقوا الله، ويخشوه قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم ولا يمكن فيه الرجوع لإصلاح ما فعلوا، ونكثر لهم الدعاء بالهداية والتوبة والحفاظ على الصلاة قبل فوات الآوان، وأن نذكرهم بأنَّ الله -عز وجل- مراقبهم، وحاضرًا دائما لا تخفى عليه خافية، فيجب عليهم أن يستشعروا مراقبة الله لهم وأنه قريب منهم فيفزعوا لمرضاته، وأن نُبيَن لهم الفضائل العظيمة والأجور الكبيرة التي يحظى بها من حافظ على الصلوات الخمس المفروضة، وأن الصلاة هي عمود الدين وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فلا ينبغي للمسلم أن ينشغل عن الصلاة بشاغل أيًا كان، ويتذكر دائما أنَّ الموت آتيه لا محالة، وأنه سيقف بين يدي رب العالمين، ومحاسب على أعماله؛ فليحسن عمله في الدنيا حتى ينعم في الآخرة.[3]