كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات، فالعناد من أكثر السلوكيات التي يتبّعها الطفل دون سنّ الخامسة والتي تساهم في تنحي سلوكه عن الصواب وتوجهه إلى العصبية والغضب ممّا يمثّل تحديًا كبيرًا بالنسبة لأهاليهم في التعامل معهم، ولكن التعامل بالشكل الصحيح مع هذه الفئة من الأطفال قد يؤدي تدريجيًا إلى التخلُّص من هذه السلوكيات وسيقوم موقع مبتغى بتقديم أبرز النصائح للتعامل مع الطفل العنيد خاصة في عمر الثلاثة سنوات تقريبًا.

العناد عند الأطفال

إنّ العِناد من المراحل الطبيعية التي يمرّ بها معظم الأطفال دون سنّ الثلاث سنوات وتبدأ هذه المرحلة بالظهور في سلوك الطفل عند إظهار قدرته على الرفض أو القبول والإصرار على ذلك، فضلًا عن الاستجابة السلبية لدى البعض منهم إلى الطلبات الموجّهة إليهم بما فيها الطلبات الممتعة مما يشعرهم بالإنجاز الكبير وإن كانت الأمور المرفوضة بسيطة في نظر الأهل كارتداء الملابس أو خلعها أو تناول الطعام أو غيرها.

أشكال العناد عند الأطفال

تختلف أشكال العناد لدى الأطفال باختلاف أعمارهم وشخصياتهم فضلًا عن الأسباب التي تقودهم إلى مثل هذه السلوكيات، ويمكن تلخيص أبرز وأهم وأشهر أشكال العناد لدى الأطفال بالنقاط الآتية:
  • عناد عدم الفهم: ويتمثّل في إصرار الطفل على القيام بشيءٍ ما دون الإدراك لعدم ملائمته مما يتطلب تدخُّل الأهل في شرح ذلك له لتجنب تكراره.
  • عناد الاجتهاد: وهو إصرار الطفل على القيام بفعل ما يحلو له بنفسه بغضّ النظر أكانت إيجابية أم سلبية.
  • العناد الشرطي: وهو قيام الطفل بالربط بين الأشياء وفي حال تمّ الرفض من قبل الأهل ينعكس ذلك على سلوكياته بالتذمر والرفض.
  • عناد سوء السلوك: ويظهر هذا النوع من العناد نتيجة لعدم تقديم البدائل من الأهل إلى الطفل.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات

العناد والعصبية من أكثر السلوكيات الخاطئة شيوعًا بين الأطفال وبالرغم من آثارها السلبية على الطفل ومحيطه إلّا أنّ اتباع الأهل لبعض الطرق والنصائح أثناء التعامل معهم قد يسهّل الطريق أمامهم في تغيير طبيعة الطفل، لذلك يُنصح الأهل بضرورة معرفة السبب الرئيسي لعناد الطفل لسهولة إيجاد الحلّ الجذري ولو احتاج ذلك بعض الوقت، وفيما يلي أبرز الخطوات والنصائح للتعامل معهم:

القدوة

يجب على الأهل الحرص على إظهار السلوكيات الصائبة أمام أطفالهم بأنهم غالبًا ما يقومون بالسلوكيات التي يرونها في الأهل لأنهم يشعرون بأنّ الأهل هم مرآتهم، فيجب على الأهل عدم إظهار العصبية أمام أطفالهم والحرص على التعامل بهدوءٍ تام خاصة في التعامل معهم.

استخدام مهارات التفاوض معه

من المعروف أنّ معظم الأطفال يلجؤون إلى إظهار سيطرتهم على أنفسهم وحياتهم لاعتقادهم بأنهم ليسوا بحاجة إلى التوجيه أو تلقي الأوامر من أحد وإن كان الأهل، لذلك يجب تجنب أسلوب الفرض معهم واستخدام مهارات التفاوض وعدم إجبارهم على شيء لا يرغبون بالقيام فيه نظرًا لامتلاكهم حقّ التعبير عن النفس، ويجب التنويه إلى أنّ التفاوض لا يعني الرضوخ إلى مطالبهم وإنما الوصول إلى حلّ يرضي الطرفين ويثبت الأخطاء إن وجدت.

تجنب المجادلة

يلجأ الطفل العنيد والعصبي إلى الجدال وجهًا لوجه كحلّ أولي لذلك يتوجّب على الأهل الاستماع أولًا لما يريده الطفل بهدوء واحترام ليتحوّل ذلك إلى نقاش وتواصل طبيعي خالي من المشاكل، إذ أنّ السبب الرئيسي لاستماع الطفل لوالديه هو استماعهما لمطالبه ورغباته أولًا.

الحفاظ على الهدوء داخل المنزل

يتعلّم معظم الأطفال عن طريق الملاحظة والتجربة فإذا ساد الهدوء والسلام داخل المنزل الذي يعيش فيه الطفل فإنّ ذلك يشعره بالأمان والراحة ويقلّل من التصرّفات التي تعكس العناد والعصبية، بالإضافة إلى رضوخ الطفل إلى مطالب الأهل نظرًا لحبّه لهما لمجرد شعوره بالأمان والراحة.

تقديم العديد من الخيارات

من المعروف أنّ الطفل العنيد لا يستجيب بسهولة إلى المطالب المقدمة إليه ويُعدّ حلّ تقديم الخيارات من الحلول التي تشعر الطفل بمساحته الخاصة وإمكانية التعبير عن نفسه ورأيه، ولكن يجب عدم تقديم أكثر من خيارين للطفل لتجنُّب إرباكه وضرورة إشعاره بأنّها خيارات وليست توجيهات، فعلى سبيل المثال إذا حان وقت النوم يتمّ تخييره بالخلود إلى النوم أو قراءة قصة وفي حال أجاب بعدم رغبته بالنوم يقوم الأهل بتوضيح أنّ هذا الخيار غير موجود من ضمن الخيارات وإقناعه بلطف.

تحويل الأوامر إلى تحديات ممتعة

عادةً ما تحتاج استجابة الطفل العنيد والعصبي إلى الطلبات الموجّهة إليه إلى بعض المسايرة ونظرًا لحبّه للتحدّي فمن الأفضل تحويل هذه الطلبات إلى تحدّيات بالنسبة للطفل، فبدلًا من التهديد بالعقاب يتمّ تحويل الأمر إلى نشاط ممتع فعلى سبيل المثال بدلًا من أمره بترتيب الغرفة يتمّ سؤاله هل تستطيع ترتيب غرفتك خلال خمس دقائق؟، وبعد انتهائه يجب الإثناء على عمله وإشعاره بأهمية قيامه بذلك.

تطبيق روتين ثابت

اتباع روتين ثابت عند قيام الطفل بالعصبية والعناد إذ يساعد اتباع روتين يومي أو أسبوعي ثابت على تحسين سلوك الطفل فعلى سبيل المثال يجب تحديد موعد ثابت للنوم والراحة؛ إذ أنّ قلة النوم والتعب تؤدي إلى حدوث اضطرابات لدى الأطفال خاصةً من تتراوح أعمارهم ما بين 3 و12 سنة.

تشجيع السلوك الإيجابي

يرغب الطفل العنيد بتلقّي المديح من الآخرين خاصةً عند قيامه بالسلوكيات الجيدة نظرًا لحساسيتهم لكيفية التعامل معهم، لذلك ينصح الأهل بالانتباه إلى نبرة الصوت وإيماءات الوجه والكلمات المستخدمة مع الطفل، فبدلًا من إسماعه العبارات السيئة يتمّ تعويده على سماع العبارات التحفيزية والتشجيعية التي تزيد من ثقته بالسلوكيات الإيجابية.

وضع قوانين وعقاب في حال عدم تطبيقها

يمتلك الأهل كافة الصلاحيات في التعامل مع الطفل ويجب إشعار الطفل بذلك، فمن البداية يجب توضيح الأهل للطفل بوجود عواقب واضحة ومفهومة لكافة السلوكيات الخاطئة وتوضيح نتائج عدم اتباعها وتطبيقها؛ فالطفل العنيد يحتاج إلى قواعد وقوانين للنمو عليها لتحسين سلوكه.

تعديل سلوك الطفل العنيد والعصبي

عند وصول العناد والعصبية لدى الطفل إلى ذُروته يصعب على الأهل التصرُّف معهم وفي بعض الأحيان قد يفقدون صوابهم ويقومون بسلوكيات خاطئة قد تزيد الأمر سوءًا، في الأعلى تمّ ذكر بعض النصائح التي تساعد على تخلُّص الطفل من العناد والعصبية تدريجيًا وفيما يلي أفضل التصرُّفات التي تتحتم على الأهل لحظة بلوغ الطفل لأعلى مراحل العصبية والعناد:

العناق

فالعناق من أهم طرق الدعم النفسي للطفل العنيد والعصبي، فعند حضن الطفل من قبل الأهل ينهمل عليه الشعور بالأمان مما يساهم في إخماد غضبه بسرعة، كما يمكن أيضًا إمساك يده وضمها ليشعر بالراحة والأمان ويتحسن سلوكه بسرعة.

إبعاد ما يسبب التوتر له

فيجب على الأهل تجنب جميع الأفعال التي تسبب التوتر للطفل خاصة التي تزيد من العصبية لديه كإجباره على القيام بشيءٍ ما واستبدالها بأفعال أخرى جيدة.

 تمرين التنفس

يكمن دور الأهل في مساعدة الطفل على التخلص من العصبية والعناد لحظة إصابته بهما، فبض الأطفال قد يفقدون السيطرة على أنفسهم مما يسبب لهم مشاكل صحية فيجب على الأهل أولا إشعارهم بالراحة ومساعدتهم على القيام بتمارين التنفُّس الصحيح لامتصاص غضبه بسرعة.

منحه الفرصة في الحديث

يحقّ للطفل التعبير عن نفسه وعن ما يسبب له القلق والإزعاج فيجب على الأهل إعطائه بعض الوقت والمساحة الكافية للتعبير عن ما يسبب لهم العصبية  شرط التحدث بهدوء.

أسباب العناد عند الطفل

يمكن تلخيص أبرز الأسباب التي تسبب العناد لدى الأطفال بالنقاط الآتية:

  • المشاكل الأسرية: وهي العامل الأكبر في التسبب بالاضطرابات النفسية لدى الطفل، إذ تزيد المشاكل الأسرية من محاولة الطفل كسب الاهتمام بالعناد والصراخ والبكاء.
  • مقابلة العناد بالعناد: يتّبع الطفل عادةً أسلوب المعاملة بالمثل ففي حال تلقى العناد من الأهل فبالطبع سينعكس ذلك على سلوكه.
  • الدلال المفرط: له دور كبير في إفساد السلوكيات الصائبة لدى الطفل لإدراكه بحصوله على ما يريد في النهاية.
  • مقارنة الطفل بالآخرين: فهذا السلوك لا يحفّز الطفل إطلاقًا كما يعتقد البعض وإنما يدمّر ثقته بنفسه.
  • التربية المتناقضة: عادةً ما يتّصف الطفل العصبي والعنيد بالذكاء فعدم اتفاق الأهل على أسلوب تربية واحد يؤدي إلى تمسك الطفل برأيه.
  • التركيز على عناد الطفل: فعلى سبيل المثال يتمّ ذكر عناده في المجالس العائلية وعلى مسامعه مما يرسخ هذا السلوك لديه وينمو معه.

دعاء لهداية الطفل العنيد

اللّهم إنّي استوعتك قلبه ولِسانه، وجسده ونبضه وجوارحه، وارزقه اللّين فيهم، وأبعد عنه الغضب والعناد يا الله، اللّهم ارزُق ابني هذا الهداية والصلاح وسخّره لي واجعله قُرّة عينٍ لي يا رب العالمين، اللّهم إنّي أسألك أن تعيذه من هَمزات الشياطِين، اللّهم سلّمه من شرّ الأشرار من خلقك من الإنس والجان، في آناء الليل وأطراف النهار يا حيّيا قيوم.

كيفية فطام الطفل العنيد

تعاني معظم الأمهات من المشقّة في تشبت الطفل بالرضاعة والعناد والبكاء الشديدين عن الفطام، والحل الأمثل في التعامل مع هذا النوع من الأطفال هو الصبر والهدوء واتباع ما يلي:

  • تقليل عدد الرضعات تدريجيًا في الصباح والمساء.
  • تحضير الأطعمة الشهية وإدخال النويات ضمنها لإعطائه الإحساس بالشبع.
  • إلهاء الطفل قبل النوم بقراءة القصص واللعب معه حتى ينسى الرضعة الليلية في حال قام بالبكاء يتمّ إعطاؤه الماء بدلًا من الحليب.
  • التحدُّث مع الطفل مباشرةً بأنّه أصبح في سنّ لا يسمح له بالرضاعة.
  • تجنب الابتعاد عن الطفل بعد الفطام لأنّه قد يشعر بالوحدة.

240 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *