حكم المسح على الخفين
إنَّ ممَّا تميز به التشريع الإسلامي العظيم؛ التيسير والتخفيف على الناس في تطبيقهم للأحكام الشرعيَّة المفروضة عليهم، وقد فرض سبحانه وتعالى على المؤمنين إذا قاموا إلى الصلاة أن يتطهروا، وذلك بالقيام بأركان الوضوء كاملة، ومن الرُّخص التي خفف الله -تعالى- بها عن عباده؛ هي رخصة المسح على الخفين، فقد أباحت الشريعة الإسلامية للمؤمنين أن يمسحوا على الخفين رحمة بهم وتخفيفًا عليهم، وهو كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ما ذكره البخاري في صحيحه عن سعد بن أبي وقَّاص عن :(النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه مَسَح على الخُفَّين) وهذا هو حكم المسح على الخفين.[1]
شاهد أيضًا:النذر بين الاستحباب والكراهية
شروط المسح على الخفين
بالرغم من جواز وإمكانية المسح على الخفين، إلا إنَّه لا بُدَّ من توافر شروط معينة حتى يكون المسحُ صحيحًا، وفيما يأتي ذكرٌ لهذه الشروط:[2]
- أن يلبس المصلي الخفين على طهارة، أي على وضوء تام، مستوفي الشروط والأركان.
- أن يكونا -الخفين- ساترين لمحل الفرض، ومحل الفرض هنا هو القدمين إلى الكعبين.
- أن يكونا -الخفين- طاهرين، فإذا كان عليهما نجاسة بطُل المسح.
- أن تكون مدة المسح؛ موافقة للمدة الزمنية التي حددتها الشريعة الإسلامية، فلا تتجاوزها.
- أن يكونا – الخفين- غير مغصوبين، أي ملكٌ لصاحبها.
مدة المسح على الخفين
المسح على الخفين له مدتان زمانيتان مختلفتان، بحسب حال الشخص الذي يريد المسح، فمن كان مقيمًا يختلف عمَّن كان مسافرًا، فالمدة التي أقرتها الشريعة الإسلامية للمقيم هي يوم ليلة، أي خمس صلوات، مهما كانت الصلاة التي بدأ عندها المسح، فمن توضأ ولبس الخفين على طهارة عند صلاة الظهر؛ فله أن يبدأ بالمسح عند صلاة العصر إذا بطل وضوؤه، ويجوز له أن يكرر المسح إلى حين صلاة العصر في اليوم التالي، أمَّا من كان مسافرًأ فيجوز له أن يمسح على الخفين لمدة ثلاثة أيام بلياليها، فعن علي بن أبي طالب قال: (جَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ لِلْمُسافِرِ، ويَوْمًا ولَيْلَةً لِلْمُقِيمِ).[3]
شاهد أيضًأ:حكم قول مثواه الجنة ابن باز
طريقة المسح على الخفين
إنَّ طريقة المسح على الخفين لا تصعب على أحد، بل إنَّ المسح جاء رخصةً للتيسير والتسهيل على الناس، لا لزيادة المشقة عليهم، ولقد علَّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيفية المسح على الخفين، فالمسح له كيفيتان لا ثالث لهما، الأولى: أن يمسح المصلي جميع الخف بكلتا يديه، ويبدأ بقدمه اليمنى، فيمسح بيده اليسرى باطن قدمه اليمنى، وبيده اليمنى يبدأ بأصابع قدمه إلى أعلى الخف، وهكذا القدم اليسرى، وهذا ما ذهب إليه جماعة من أهل العلم، بينما ذهب جماعة أخرى إلى أنَّ السنة في المسح على الخفين؛ هو مسح ظاهر القدم فقط، ولمن أراد الخروج من الخلاف؛ فيجوز له أن يمسح كامل الخف باطنه وظاهره، والله أعلى أعلم.[4]